للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوجدوه مائتين وخمسين سنة، فجعلوا لكل مائة وعشرين سنة شهرا، فوافق السابع عشر من حزيران (شهر يونيوس الرومي، وبئونة القبطي) وأمر أن يجعل النيروز في هذا اليوم، وألا يفتح الخراج إلا فيه (١). وكان ذلك في المحرم سنة ٢٤٢، فقال البحتري في ذلك قصيدة يمدح فيها المتوكل ويقول:

إن يوم النيروز قد عاد للعه … د الذي كان سنه أردشير

أنت حولته إلى الحالة الأو … لي وقد كان حائرا يستدير

فافتتحت الخراج فيه فللأ … مة في ذاك مرفق مذكور

منهم الحمد والثناء ومنك ال … عدل فيهم والنائل المشكور

وقتل المتوكل ولم يتم له ما دبر حتى قام المعتضد بالخلافة واسترد بلدان المملكة من المتغلبين عليها وتفرغ للنظر في أمور الرعية، فاحتذى ما فعله المتوكل في تأخير النيروز، غير أنه نظر من جهة أخرى، وذلك أن المتوكل أخذ ما بين سنته وبين أول تاريخ لملك يزدجرد، وأخذ المعتضد ما بين سنته والسنة التي زال فيها ملك الفرس بهلاك يزدجرد فأدى ذلك التباين إلى أن جعل المعتضد النيروز في الحادي عشر من حزيران، وسمى نيروزه «النيروز المعتضدى (٢)». وفي ذلك يقول على ابن يحيى المنجم:

يا محيى الشرف اللبا … ب مجدد الملك الخراب

ومعيد ركن الدين في … نا ثابتا بعد اضطراب

فتّ الملوك مبرزا … فوت المبرز في الحلاب

أسعد بنيروز جمع … ت الشكر فيه إلى الثواب

قدمت في تأخيره … ما أخروه من الصواب

وقال علي بن يحيى أيضا:

يوم نيروزك يوم … واحد لا يتأخر


(١) الآثار الباقية وبلوغ الأرب ١: ٣٥١ - ٣٥٢.
(٢) الآثار الباقية ٣٢ - ٣٣ وخطط المقريزي ٢: ٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>