للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عامر، وعوف بن عامر: قال: ذانك الجذعان من عامر لا ينفعان ولا يضران.

يا مالك، إنك لم تصنع بتقديم بيضة هوازن إلى نحور الخيل شيئاً؟ ارفعهم إلى ممتنع بلادهم وعليا قومهم، ثم ألق العدا (١) على متون الخيل. فإن كانت لك لحق بك من وراءك، وإن كانت عليك ألفي ذلك (٢) وقد أحرزت مالك وأهلك.

قال: والله لا أفعل، إنك قد كبرت وكبر علمك (٣). وكره أن يكون لدريد فيها يد وذكر ورأى. فقال دريد: هذا يوم لم أشهده ولم أغب عنه:

يا ليتني فيها جذعْ … أخبُّ فيها وأضعْ

أقود وطفاءَ الزَّمعْ … كأنها شاةٌ صدع (٤)

فلما هزم اللّه المشركين أدرك دريداً ربيعة بن رفيع (٥)، من بني سماك بن عوف (٦)، من سليم، وكان يقال له ابن لدغة (٧)، فأخذ بخطام جمله وهو يظنه امرأة، فأناخ به، فإذا شيخٌ كبير، وإذا هو دريد والغلام لا يعرفه، فقال له دريد: ما ذا تريد بي؟ قال: أقتلك. قال: ومن أنت؟ قال: ربيعة بن رفيع (٨) السّلمى فضربه الفتى بسيفه فلم تغن شيئاً. قال: بئسما سلحتك أمّك!


(١) في السيرة: «الصبا».
(٢) السيرة: «ألفاك ذلك».
(٣) السيرة: «عقلك».
(٤) الصدع من الوعول: الفتى الشاب.
(٥) في النسختين: «رفيعة»، تحريف، صوابه في السيرة ٨٥٢ والإصابة ٢٥٩٤، وكذلك ٧٩٨ من قسم النساء والقاموس (دغن).
(٦) وكذا في الإصابة والمعارف ٣٨. وفي الاشتقاق ١٨٧ وإمتاع الأسماع ١: ٤١٣ «سمّال» باللام.
(٧) في النسختين: «لدعة» صوابه من الإصابة. وفي السيرة ٨٥٢ والروض الأنف ٢: ٢٩٣: «لذعة». ويقال له أيضا «ابن الدغنة» بضم الدال والغين، وتشديد النون، أو ككلمة، أو كخرمة.
(٨) جاءت على هذا الصواب في ا. وفي ب بخط ناسخها: «رقيع».

<<  <  ج: ص:  >  >>