للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا اللَّمامُ دونَ أن تفاغما (١) … ولا الفغام دون أن تفاقما (٢)

وتعلو القوائمُ القوائما

فغضب زيادة فارتجز بأخت هدبة فقال (٣):

أنعت آياتٍ لكيما تعلمي … بالخال بالكشح اللّطيف الأهضم

والشّامة السوداءِ بالمخدَّم (٤) … أتذكرين ليلةً بإضمِ

وليلةً أخرى بخبت العلم

فلما سمع هدبة هذه الأبيات أتى أخته فشهر عليها السّيف، وقال: من أين علم هذه العلامات التي وصفك بها؟ فقالت: ويحك، إن النساء أخبرنه عني! فكفَّ عنها.

وقال هدبة يرجز بأخت زيادة (٥):

عوجى علينا واربعى يا طارفاً … ما دون أن يرى البعيرُ واقفاً

ما اهتجتُ حتى هتكوا الخوالفا (٦) … غدوا وردوا جلةً مقاذفا (٧)

ألا ترين الأعينَ الذوارفا … حذارَ دارٍ منكِ أن تساعفا

فغضب زيادة، وكان بين القوم سباب وشبيه بالقتال، فحجز بينهم حتّى إذا


(١) جعلها الشنقيطي «اللزام» مطابقا ما في الأغانى واللسان والتبريزي. وفي التبريزي والشعر والشعراء بيتان، وهما:
ولا اللمام دون أن تلازما … ولا اللزام دون أن تفاقما
وجاءت في الخزانة محرفة «اللثام».
(٢) الفغام: التقبيل. والمفاقمة: البضاع.
(٣) الرجز التالي لم يرد في مرجع من المراجع السالفة عند ذكر ذلك الخبر.
(٤) المخدم: موضع الخدمة، وهي الخلخال.
(٥) وهذا الرجز التالي لم أجده كذلك في تلك المراجع.
(٦) الخوالف: جمع خالفة، وهي العمود من أعمدة الخباء.
(٧) الجلة: الإبل المسان. ا «خله» والتصحيح للشنقيطى. ردوها من المرعى للرحلة.
والمقاذف: جمع مقذف، وهو الذي رمى باللحم، أو جمع متقاذف، وهو السريع العدو.

<<  <  ج: ص:  >  >>