للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخته؟ فقيل: له ابن صغير لم يدرك. قال: فليس لنا أن نقتله حتى يدرك الغلام.

فحبس هدبة حتى أدرك الغلام، فلما أدرك جاءت به أمه تطلب قتل هدبة، فدفع إليها وأعطى الغلام ديات كثيرة فطمع، فقالت له أمه: والله لئن فعلت لأتزوجن رجلاً أهب له نصيبي من الديات ثم يقاسمكها، فجسر على قتل هدبة، فأخرج من السجن فأدخل على سعيد، وهو في جنبذة له (١) مشرفة، ودخل معه الأخزر عبد الرحمن [بن] زيد أخو زيادة، فقال له سعيد:

يا أخزر، قد أعطاك أمير المؤمنين معاوية مائة ألف، وعبد الله بن جعفر مائة ألف، والحسن والحسين مائة ألف، وأنا أعطيك مائة ناقة سود الحدق ليس فيها جداء، ولا خداء (٢)، ولا ذات داء. فقال عبد الرحمن: أصلح الله الأمير، والله لو وهبت لي جنبذتك (٣) هذه ثم سكبت فيها الذهب حتى يخرج من ثقبها ما كنت لأختاره على هذا الخلسى (٤) الأسود عبدك، فقال له هدبة: يا أخيزر (٥) أو بالموت تخوفني؟ والله لا أبالي أسقط على أم سقطت عليه، فاصنع ما أنت صانع! ثم رد إلى السجن.

وخرج عبد الرحمن فأتى بكتاب معاوية: «أن يدفع هدبة إلى أولياء زيادة».

فقال سعيد: يوم الجمعة أدفعه إليكم. فلما كان يوم الجمعة بعث إليه سعيد


(١) الجنبذة: القبة. ا: «حتبده» وتصحيحها للشنقيطى.
(٢) الجداء: اليابسة الضرع، والمقطوعة الأذن. والخداء كذا وردت، ولعلها «الخذواء» وهي المسترخية الأذن. وفي الشعراء ٦٧٤: «أعطيك مائة ناقة حمراء، ليس فيها جداء ولا ذات داء».
(٣) كذا في النسختين، وهو يؤيد ما سبق في الحاشية الأولى.
(٤) كذا في ا، ورسمت في ب «الحاسى»، وفي الأغانى: «ما رضيت بها من دم هذا الأجدع».
(٥) تصغير أخزر، وهذا تصحيح الشنقيطي. وفي ا: «يا خنزير».

<<  <  ج: ص:  >  >>