للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما ضراري نفسي بهجرانِ من لي … س مسيئا ولا بعيدا نواه

قال: ما عدوت ما في نفسي. وأعطاني حلته، فرجعت إلى سكينة وهي جالسة تنتظر رجوعي، فأخبرتها عنه وعن حاله التي رأيت عليها وما قلت وما صنع. قالت: فأين الحلة؟ قلت: معي. قالت: أفتريد يا شعيب أن تلبس حلة قد لبسها ابن عثمان وتسلبه إياها، لا ولا كرامة. قلت: والله لألبسنها.

قالت: فأنا أشتريها منك. فاشترتها بمائة دينار، ويقال بثلاثين ديناراً.

وكان تزويج إبراهيم بن عبد الرحمن بها أنها مكثت حيناً بعد زيد لا تخطب، فقالت لها مولاة لها: جعلت فداك، لا أرى أهل المدينة يذكروننا.

قالت: أما والله لأجعلن لهم حديثا. فأرسلت إلى إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وكان شرسا كثير الشر، فقالت له: كيف أنت إن تزوجتك؟ قال:

تجديني خير الناس

وكانت ظريفة فقيل لها: يا سكينة، أختك ناسكة وأنت مزاحة. قالت:

إنكم سميتموها باسم جدتها المؤمنة، وسميتموني باسم جدتي التي لم تدرك الإسلام (١).

ويقال إنها لما زفت إلى زيد فحملت، قالت لمولى لها كان يمشي مع دابتها يقال له بخة: ويلك ما لك. وقالت لرجل: قوم هذا الأديم.

وذكر الفرزدق سكينة وشبّب بها وعمر بن عبد العزيز على المدينة، فأخرجه منها ونفاه. فقال جرير في ذلك:

نفاك الأغرُّ ابن عبد العزيز … بحقّك تنفى من المسجد (٢)


(١) أختها فاطمة بنت الحسين بن علي، سميت باسم جدتها فاطمة بنت الرسول زوج على ابن أبي طالب. ومما هو جدير بالذكر أن اسم سكينة بنت الحسين، هو آمنة، وأما سكينة فلقب لها. وسميت آمنة باسم جدتها آمنة بنت وهب أم الرسول صلوات اللّه عليه. انظر الأغانى (١٤: ١٥٨).
(٢) وكذا رواية النقائض ٧٩٨. وفي الأغانى (١٩: ٥٢): «ومثلك ينفى».

<<  <  ج: ص:  >  >>