للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخاصة مخطوطات الإدارة الثقافية - نعم ليس من حق في عتبهم، فلعل لهم من العذر ما نجهله. غير أننا نعلم - كما يعلمون - أن التعاضد والتساند والتآزر في سبيل العلم أمور يجب أن تقدم على كل اعتبار.

وأما كلمتنا عن الأستاذ عبد السلام - في تحقيقه لهذه الرسالة - فهي تحوى شيئا من الاختلاف معه في شأن التحقيق، وهو اختلاف ما كنت أوده، إذ الاختلاف شر في جميع وجوهه، غير أن واجب العلم يقضى به. لقد قلت في كلمات نشرت في (الرسالة، ومجلة المجمع العلمي، ومجلة الفتح، ومجلة الحج) إن بعض إخواننا الجامعيين كالأستاذ مصطفى .. والأستاذ الدكتور زكى .. قاموا بتحقيق بعض المؤلفات أو ترجمتها قياما لا يناسب مع ما لهم من منزلة علمية رفيعة، وخشيت أن يكون ما قيل من أن بعض العلماء المشهورين يكتفى بوضع اسمه على المؤلف الذي يراد منه تحقيقه، ويكل الأمر إلى بعض إخوانه ممن لا يبلغون منزلته - خشيت أن يكون هذا حقا. أما الأستاذ عبد السلام فأنا أبرئه من هذه الوصمة، لأنى شاهدت من آثار عمله في تحقيق بعض المؤلفات القديمة ما لم أشاهده من كثير ممن يعنون بذلك.

وكنت أود أن أجد في هذه الرسالة ما وجدته في غيرها من الكتب التي حققها أو أكثر مما وجدته، غير أنني - وإن رأيت فيها ما يسر ويفيد ويمتع - رأيت كل هذا قليلا بالنسبة لما كنت أتوقعه من الأستاذ، ولكي أدلك على قولي يحسن بي أن أذكر بعض ما رأيته في حاجة إلى مزيد من العناية.

لم يشر الأستاذ عبد السلام إلى أن العلامة الميمنى نشر هذه الرسالة (١)، والأمانة العلمية والاعتراف لكل ذي حق بحقه يقضيان بعدم إخفاء مجهود هذا المحقق (٢)


(١) كيف يتفق هذا مع ما نقله الأستاذ من قولي، في مقدمة هذا المقال ص ٣٧٣ ص ١٩ - ٢٠.
(٢) كذا طوع للأستاذ الجاسر قلمه ولسانه أن يزل هذه الزلة التي لا تليق برجل يعلمني حق العلم، ويعلم حرصي على التنويه بفضل كل ذي فضل، ولا سيما العلامة الميمنى الذي لا يكاد يخلو كتاب من كتبي من التنويه بفضله، وقد كنت شريكا له في نشر خزانة الأدب مع المغفور له أحمد تيمور باشا. والصلة بيني وبينه وثيقة لا يضيرها مثل هذا الادعاء. -

<<  <  ج: ص:  >  >>