اسم العقيق، انصرف إليه لأنه المذكور في حديث رسول الله الذي رواه البخاري «عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بوادي العقيق يقول: أتاني الليلة آت من ربي فقال: صلّ في هذا الوادي المبارك، وقل: عمرة في حجة» .
ويأخذ أعلى مساقط مياهه من قرب وادي الفرع، ثم ينحدر شمالا بين الحرار شرقا وسلسلة جبال قدس غربا حيث ترفده أودية عظيمة، فيسمى هناك «النقيع» ، إلى أن يقترب من «بئر الماشي» على طريق الهجرة، فيسمى «عقيق الحسا» . وفي هذا المكان يعدل غربا إلى الشمال، إلى أن يصل ذي الحليفة «آبار علي» عند ميقات أهل المدينة.. وقد يسمى من النقيع إلى ذي الحليفة (العقيق الأقصى) وما بعد ذي الحليفة: العقيق الأدنى.
وعند ذي الحليفة يعدل شمالا، يحفّ به من الشرق جبل عير، ومن الغرب «البيداء» ثم «جماء تضارع» ، ثم يجتمع به وادي بطحان قرب مسجد القبلتين، فيستمران إلى الجرف والغابة، فيأتيهما من الشرق وادي «قناة» ، فإذا اجتمعت سمي المكان «مجمع الأسيال» ، وبعدها يسمى الوادي «الخليل» بالتصغير، وهو اسم محدث لم يعرف في الكتب القديمة. فإذا تجاوز وادي «مخيط» سمي وادي «الحمض» ، ويذكر مع وادي عقيق المدينة:«حمى النقيع» الذي حماه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ويذكر ميقات أهل المدينة (ذو الحليفة) ، والمعرّس معرّس رسول الله، ويذكر عروة بن الزبير وقصره وبئره، وبئر رومة، أو بئر عثمان.. وكثير من المعالم التاريخية الأثيرة. وقد أفردت لوادي العقيق كتابا اسمه «أخبار الوادي المبارك» .
* وادي العقيق في الشعر العربي والتاريخ:
يعدّ وادي العقيق من أشهر أودية المدينة المنورة إن لم يكن أشهر أودية الجزيرة العربية على الإطلاق، فقد ارتبط به تاريخ الحضارة لهذه البلدة الطيبة، المدينة.
ونستطيع أن نقول إن هذا الوادي أطيب مناطق المدينة ماء وهواء، وحسبك في هذا حديث البخاري الذي رواه عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول بوادي العقيق: أتاني الليلة آت من ربي فقال:
صلّ في هذا الوادي المبارك وقل عمرة في حجة. وعن عامر بن سعد أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ركب إلى العقيق ثم رجع فقال: يا عاشة، جئنا من العقيق فما ألين موطئه وأعذب ماءه.
قالت: فقلت: يا رسول الله، أفلا ننتقل إليه؟ قال:«وكيف وقد ابتنى الناس» ؟
ولطيب هذا الوادي استقطعه بلال بن الحارث من النبي صلّى الله عليه وسلّم فأقطعه له كله. ولما