للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن بسم الله الرّحمن الرّحيم ليست آية من فاتحة الكتاب.

وقد لاحظت في كتب التراجم والتاريخ لأهل الأندلس أن المترجم إذا ذكر علما عاش في عصر أبي داود، ولم يجلس إليه، ولم يرو عنه يصفه بقوله: «ولا رواية له عن أبي داود» (١).

وكأني به يشير من طرف خفي إلى نقص أو تقصير حصل منه، كما أن المترجم يمدح ويثني على الإسناد الذي أحد رجاله أبو داود، فيقول:

«وهذا في نهاية العلو، وجلالة الرجال» (٢).

وأثنى ابن الجزري على الإسناد الذي أحد رجاله أبو داود، وشهد له بالعلم والإمامة والضبط، فقال: «وهذا أعلى إسناد يوجد اليوم متصلا، واختص هذا الإسناد بتسلسل التلاوة والقراءة والسماع، ومنّي إلى المؤلف كلهم علماء أئمة ضابطون» (٣).

وإذا بلغ الرجل درجة من العلم يكنى: «بأبي داود الصغير» (٤)، وما ذلك إلا لإكبارهم وتعظيمهم لأبي داود سليمان بن نجاح، وكان طلاب العلم يرحلون إليه ويأخذون عنه.

قال ابن آجطا عن ابن عياد: «وكانت الرحلة إليه في زمانه لفضله وعلو روايته ومعرفته» (٥). والله أعلم.


(١) انظر: التكملة ١/ ١٥٠.
(٢) انظر: برنامج الوادي آشي ١٨٣.
(٣) انظر: النشر ١/ ٦٠.
(٤) انظر: غاية النهاية ١/ ٣١٧، معرفة القراء ١/ ٥٠٨.
(٥) انظر: التبيان ورقة ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>