للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك لم يكتبوا هذه الكلمات برسمين، أحدهما في الأصل والثاني في الحاشية، لئلا يتوهم، أن الثاني تصحيح للأول، وأن الأول خطأ (١).

فكانت هذه الطريقة في كتابة المصاحف أدنى إلى الإحاطة بالوجوه التي نزل عليها القرآن، إيجازا واختصارا.

فاشتملت هذه المصاحف على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة فقط جامعة للعرضة الأخيرة التي عرضها النبي صلى الله عليه وسلّم على جبريل عليه السلام متضمنة لها لم تترك حرفا منها.

قال ابن الجزري: «وهذا القول هو الذي يظهر صوابه؛ لأن الأحاديث الصحيحة والآثار المشهورة المستفيضة تدل عليه وتشهد له» (٢).

وقيل: إن المصاحف العثمانية اشتملت على جميع الأحرف السبعة (٣).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «والأول قول أئمة السلف والعلماء والثاني قول طوائف من أهل الكلام والقراء وغيرهم» (٤).

وعند ما وصلت المصاحف إلى الأمصار سارع المسلمون إلى نسخ المصاحف منها حرفا بحرف، وكلمة بكلمة، ثم مقابلة مصاحفهم عليها، وأصبحت أصولا تقتدى، وحرقوا ما عداها، وترك الصحابة مصاحفهم، واتبعوا المصحف الإمام (٥) ومن ثم لاحظ علماء القرآن وحفاظه هيئة


(١) انظر: من علوم القرآن للشيخ القاضي ٤٩، الكواكب الدرية للحداد ٢٣، مقدمة في الرسم والضبط للمخللاتي ورقة ٦٨.
(٢) انظر: النشر ١/ ٣١، فتاوى شيخ الإسلام ١٣/ ٣٩٥.
(٣) انظر: المصدر نفسه.
(٤) انظر: فتاوى شيخ الإسلام ١٣/ ٤٠١.
(٥) انظر: الضياء المبين فيما يتعلق بكلام رب العالمين للإمام التونسي محمد يوسف ٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>