للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التي لا يحتملها الرسم فوزعها الصحابة رضي الله عنهم في سائر مصاحف الأمصار، لأنها من الأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن مثل قوله تعالى: سارعوا، وقوله: وسارعوا.

وإن أرادوا اختلاف مصاحف الصحابة والتابعين، فذلك يكون مما نسخ في العرضة الأخيرة، أو يكون مما ألحقه بعض الصحابة والتابعين، كالتفسير، والبيان.

ومما اعترضوا به على القول بإجماع العلماء على وجوب اتباع رسم المصحف قولهم: «وإجماع الأمة عليه بعد ذلك في عهد التابعين والأئمة المجتهدين غير مسلم، فقد أحدثوا النقط والشكل».

فهذا الاعتراض باطل مردود، فإن ما أحدثه التابعون ومن بعدهم من النقط والشكل، لا يخرق الإجماع ولا يؤثر فيه، لأنهم وضعوا نقط الإعجام ونقط الإعراب والهمزات بعيدا عن الرسم، فلا يلتبس بالرسم، فإن نقط الإعجام ليست له صورة فيتوهم من أجلها دخوله في الرسم.

وأما نقط الإعراب فكرهه جماعة كابن عمر، ومحمد بن سيرين، والنخعي، والحسن، وجوّزه مالك في الألواح للصبيان.

ثم وفقهم الله عزّ وجل فجعلوه بالألوان، ومنعوا أن يكتب بالسواد منعا لالتباس الرسم بالشكل، فجعلوا الهمزة المحققة بالصفرة، والمسهلة والحركات بالحمرة، وعلامة الابتداء بالخضرة.

قال أبو عمرو الداني: «لا أستجيز النقط بالسواد لما فيه من التغيير لصورة الرسم» ثم قال: «وأرى أن تكون الحركات والتنوين والتشديد

<<  <  ج: ص:  >  >>