للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جاء لرعاية القراءات التي وردت فيه، فهذا من فصاحة الرسم وبلاغته.

قال الفراء: «وأهل الحجاز يقفون بالألف، وقولهم أحبّ إلينا لاتباع الكتاب، ولو وصلت بالألف لكان صوابا، لأن العرب تفعل ذلك، وقد قرأ بعضهم بالألف في الوصل والقطع» (١).

وحينئذ فلا وجه لقول من قال إن هذه الألف زائدة، ولا ينبغي أن توصف بالزيادة.

ومثلها قوله تعالى: ولا تايئسوا (٢)، وإنّه لا يايئس (٣)، وقوله تعالى: إذا استيئس (٤)، وقوله تعالى: أفلم يايئس (٥).

فوجه علماء الرسم زيادة الألف بأوجه:

منها: أن تكون الألف تقوية للهمزة، وبيانا لها لخفائها.

ومنها: أن تكون للفرق بينها وبين ما يشبهها في الصورة، لأن قوله تعالى: تيئسوا يشبه: «يتبينوا» قبل حدوث النقط والشكل.

إلا أن الذي يبدو وجيها أن الألف زيدت تنبيها لقراءة ابن كثير من رواية البزي، بتقديم الهمزة إلى موضع الياء، وتأخير الياء إلى موضع الهمزة، ثم تبدل الهمزة ألفا لأنها ساكنة بعد فتحة (٦).


(١) انظر: معاني القرآن للفراء ١/ ٣٥٠.
(٢) من الآية ٨٧ يوسف.
(٣) من الآية نفسها.
(٤) من الآية ١١٠ يوسف.
(٥) من الآية ٣٢ الرعد.
(٦) انظر: تنبيه العطشان ورقة ١٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>