للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونسب يحيى بن زياد الفراء هذا الحذف إلى لغة هوازن وعليا قيس، وأنشد على ذلك أبياتا من الشعر استشهادا لهذه اللغة، فقال:

إذا ما شاء ضرّوا من أرادوا* ولا يألوهم أحد ضرارا (١) وكتب الصحابة رضي الله عنهم: أن لّا في بعض المواضع مقطوعة وفي بعضها الآخر موصولة (٢).

فالمواضع التي كتبت فيها مقطوعة كتبت على الأصل، لأن الأصل فيها: «أن لا»، والمواضع التي كتبت فيها موصولة بني الخط فيها على الوصل والإدغام (٣).

ويبدو لي أن الرسم بالقطع جاء على لغة من يبقي الغنة عند اللام، وأن الرسم بالوصل جاء على لغة من يدغم النون في اللام إدغاما محضا.

وبعد هذا العرض تبين لي أن الرسم العثماني ليس غريبا على لغة العرب، فكما أن الرسم العثماني اشتمل على حروف زائدة، فكذلك اللغة العربية اشتملت على حروف زائدة، وكما أن الرسم العثماني اشتمل على حروف محذوفة، فكذلك اللغة العربية اشتملت على حروف محذوفة.


(١) انظر: معاني القرآن للفراء ١/ ٩٠.
(٢) انظر: قوله تعالى: حقيق عليّ أن لّا أقول في الآية ١٠٤ الأعراف.
(٣) انظر: إيضاح الوقف والابتداء ١/ ١٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>