للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: «وأسرد لهم القرآن فيه آية آية، وحرفا حرفا من أوله إلى آخره فيستغني به من لا يحفظ القرآن من الناسخين للمصحف، والدارسين له من المريدين والمتعلمين عن مصحف ينظر فيه، ونجعله إماما يقتدي به الجاهل، ويستعين به الحافظ الماهر، ويزيل عنهم الالتباس في الحروف والكلم والآي ... » (١).

فالمؤلف استوعب فيه هجاء المصاحف واستوفاها بما لا مزيد عليه، وتكرر ذلك منه تأكيدا للبيان، وخوف النسيان على ناسخ المصحف.

ولذلك لم تجده في كتب التراجم باسم المختصر، وإنما عرف ب: «التنزيل» واشتهر به، وصار لا يعرف إلا به، وقيده بعضهم بقوله: «في هجاء المصاحف» أضيف إليه موضوعه، فصار: «التنزيل في هجاء المصاحف». ثم إنني لم ألحظ أثر الاختصار في كتابه: «مختصر التبيين لهجاء التنزيل»، بل لاحظت فيه التفصيل والتطويل والتكرار،

والمؤلف نفسه لفتت انتباهه صفة الحشد والتكرار، فاعتذر عن ذلك بقوله:

«وإنما تكرر للبيان وخوف النسيان على ناسخ المصحف فيكون تذكرة للحافظ الفاهم، غير ضارّ له، وتنبيها وتعليما لغيره» (٢).

وبهذا يمكن أن يعدّ تأليفا مستقلا بل يحسن ذلك ولا ينسب إلى الاختصار، ولا تشمله سلبياته، ويدل له قوله: «ونجعله إماما» وقوله:

«أسرد لهم القرآن فيه آية آية» وقوله: «أن أجرد لهم»، فهذا السياق كله لا يتناسب مع الاختصار، والله أعلم.


(١) انظر: مقدمة المؤلف في كتابه هذا صفحة ٤.
(٢) ذكره عند قوله تعالى: لن يضروكم في الآية ١١١ آل عمران.

<<  <  ج: ص:  >  >>