للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقسم السورة إلى خمس آيات خمس آيات، فيذكر كل ما فيها من هجاء ويصفه وصفا دقيقا، وإذا كانت الخمس تتضمن هجاء كثيرا اقتصر على الآية والآيتين بدل الخمس، ثم يذكر الآية التي تليها إلى نهاية الخمس. ويكثر هذا في مقدمات الكتاب لكثرة الهجاء فيها، وكلما تقدم المؤلف، فإنه يقتصر على الخمس لقلة الهجاء فيه، ولكونه تقدم له نظير.

وكلما مر برأس الخمس ذكره، وقال: «رأس الخمس الأول» وهكذا في الثاني والثالث، إلخ.

ويقصد بالخمس: خمس آيات، وبالخمس الثاني: خمس آيات بعد العشر، وبالخمس الثالث: خمس آيات بعد العشرين وهكذا.

وإذا مر على رأس العشر من الآيات ذكره، وقال: «رأس العشر الأول» وهكذا يفعل كما فعل في الخمس، وهي طريقة الصحابة في الحفظ؛ إذ كانوا لا يتجاوزون الخمس أو العشر آيات حتى يعلموا ما فيهن من العلم والعمل.

وسلك المؤلف أبو داود في حديثه عن وصف هجاء الكلمة طريقة إحصائية لم نعهدها عند غيره، إما بعدّ حروف الكلمة أو بتقطيعها أو بذكرها بالوزن الصرفي وهذا كثير.

وتارة يجمع بين العدّ والتقطيع كما فعل ذلك في وصف هجاء قوله تعالى: فنادته المليكة (١)، فقال: فنادته على ستة أحرف، وقطعها حرفا حرفا، فحصره لهجاء الكلمة بالعدّ لضمان عدم الزيادة فيها أو النقص منها مثل ما قال: أنّك (٢) على ثلاثة أحرف ويقطعها:


(١) من الآية ٣٩ آل عمران.
(٢) من الآية ٩٠ يوسف.

<<  <  ج: ص:  >  >>