كتاب مختصر التبيين لهجاء التنزيل

الفصل الثاني دراسة الكتاب وتحليله وتقويمه - مصادر المؤلف في كتابه - ج: 1 - ص: 303

وقال: «ووقع في مصحف الغازي بن قيس: فبأيّ (١) بياءين على الأصل، وليست لي فيه رواية، وبياء واحدة أكتب».

بل إن هناك ما يؤكد أنه يتبع الرواية في رسم المصحف، وإن كانت تخالف قراءته وقراءة المروي عنه. فذكر عند قوله تعالى: إذا مسّهم طئف (٢) اختلاف المصاحف في حذف الألف وإثباتها، ثم قال: «وأنا أستحب كتابته بغير ألف على حسب روايتنا في ذلك عن نافع بن أبي نعيم المدني، وإن كانت قراءته بألف لروايتنا عنه ذلك في الهجاء، ولتتابع الرواية في الخط واللفظ».

الوجه الثاني: أن هذه الحروف التي ذكرها المؤلف رحمه الله ووصف هجاءها بالحذف والإثبات أو بالزيادة أو النقص أو بالبدل هي نفسها وجدناها عند أبي عمرو الداني مسندة ومروية بالسند (٣).

فدلّ هذا على أن مصدر المؤلف في وصف هجاء المصاحف في كتابه هو ما حفظه وتلقاه من شيوخه. فكل ما ذكره المؤلف في هذا الكتاب من هجاء المصاحف مروي أو محفوظ أو منقول عن العلماء، وإن كان هذا النقل مجردا من السند، لأن هذه المصاحف حفظت لنا هذه الصور الهجائية، ثم القراءة هي الأخرى حفظت لنا ذلك.

من مصادر المؤلف المصاحف العتيقة، وأعتقد أن المصاحف هي التي

---

(١) من الآية ١٨٥ الأعراف.
(٢) من الآية ٢٠١ الأعراف.
(٣) انظر: المقنع للداني ص ١٠ وغيرها.