للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بغير واو قبل السين وكذا قرأنا لهم، وفي سائر المصاحف: وسارعوا بواو قبل السين، وبذلك قرأنا لهم». فهذا الربط بين القراءة والمصاحف، يعد ركنا من أركان قبول القراءة، وهي «كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه، ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا، وصحّ سندها فهي القراءة الصحيحة ... » (١).

ولذا عدت القراءة التي خالفت خط المصاحف العثمانية شاذة، فهذا أبو جعفر الطبري يرد القراءة المخالفة لرسم المصحف فيقول: «ليس لأحد خلاف رسوم مصاحف المسلمين» (٢).

ومما يضفي أهمية على كتاب التنزيل أن مؤلفه أبا داود لم يقتصر في وصفه لهجاء المصاحف على قراءة معينة واحدة كما فعل الخراز في مورد الظمآن الذي اقتصر على رسم قراءة نافع، فاضطر ابن عاشر أن يكمل بقية هجاء المصاحف فنظم تكملة للمورد سماه الإعلان (٣).

وإن كتابه التنزيل ضمنه هجاء جميع مصاحف الأمصار، فشمل كتابه هجاء جميع القراءات، لنافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وأبي جعفر ويعقوب وخلف. فعلى جميع الرسوم اشتمل، فبين فيه هجاء المصحف المدني والمكي والشامي والكوفي


(١) انظر: النشر ١/ ٩.
(٢) انظر: جامع البيان ٢/ ٤٨.
(٣) اسمه الكامل: «الإعلان بتكميل مورد الظمآن» ضمنه باقي خلافيات الرسم على قراءة غير نافع، وجزأه على أرباع القرآن، وأدخله ضمن شرحه على المورد. انظر: فتح المنان ورقة ٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>