فالكتاب «مختصر التبيين لهجاء التنزيل» موسوعة علمية مطولة في هجاء المصاحف، وإعرابها بالنقط، وكيفية ذلك.
فالمؤلف غفر الله لنا وله لم يحذف من مسائل الرّسم شيئا البتة بل جاء فيه التكرار والاستيعاب.
وظهر لي أن كتاب «مختصر التبيين لهجاء التنزيل» أحد أركان هذا العلم، بل هو الركن الأول الذي جرى عليه رسم المصاحف وإعرابها بالنقط، فاعتمد عليه نساخ المصاحف، واللجان العلمية لمراجعة المصاحف، وتصحيحها، ورجحوه على بقية الكتب، واعتمدوه كما هو مدون في التعريف في خاتمة المصاحف، وأنه احتوى على هجاء جميع مصاحف الأمصار: المصحف الإمام، والمصحف المدني، والمصحف المكي، والمصحف الشامي، والمصحف البصري، والمصحف الكوفي، فعلى جميع الرسوم اشتمل.
ومن نتائج هذا البحث وثمراته، أنني بينت كيف ظهر علم هجاء المصاحف علما مستقلا، فتناولت نشأته وتطور التأليف فيه، وبينت المراحل التي مرّ بها، وهي: المصاحف
ثم الرواية ثم التدوين.
ثم تعرضت لأقوال العلماء في وجوب اتباع الرسم العثماني وبينت الخطأ الجسيم الذي وقع فيه كل من نادى بتغيير الرسم العثماني إلى الرسم القياسي، وهو خطأ استوجبه جهلهم بالصلة الواضحة بين الرسم القرآني وبين قراءات القرآن وأصواته وأدائه.
ثم حاولت بيان فصاحة الرسم وبلاغته، في بعض الحروف التي ظهر