ومن ثمرات هذا البحث أنني ناقشت ما جرى به العمل في رسم بعض الحروف في بعض المصاحف، وهي مخالفة لأئمة هذا العلم، والمتقدمين منهم، فلا ينبغي إثبات الألف فيها رعاية للقراءة.
وبينت فساد التقسيم الذي وضعه المتأخرون في رسم مصاحف أهل المغرب، ومصاحف أهل المشرق، فهذا التقسيم يجب أن يمحى ويزول العمل به، إلا إذا ثبت أصل الخلاف في مصاحف الأمصار ولم يتبين وجه الترجيح، ولم تظهر فائدته، فهذا لا بأس به.
ومن ثمرات هذا البحث ونتائجه، أنني أبرزت بعض الحروف التي سكت عنها المؤلف، وبينت وجهة نظري فيه مدعومة بأدلة ونصوص يجب إلحاقها بنظائرها.
ولم يكن سكوت المؤلف عنها إلا من قبيل السهو والنسيان، فجل وعلا من لا يسهو، فلا ينبغي استثناؤها لأبي داود لمجرد سكوته عنها.
فاستدركت حروفا كثيرة على لجان تصحيح المصاحف، قلّدوا فيها غيرهم، ولم يرجعوا فيها إلى كتب الفن، فوقعوا فيما وقع فيه غيرهم.
إن مصادر هذا الفن كلها أو معظمها، لا تزال مخطوطة، فكان من ثمرات هذا البحث أنني أخرجت كتابا منها، بل أخرجت كتابا من أوثقها وأوسعها وأجمعها. إلى جانب ذلك ذكرت بعض المخطوطات التي استعملتها مصادر ومراجع لهذا الفن، والتي لم تعرف، ولم يكتب لها الذيوع والانتشار، وبخاصة لدى علماء المشرق.