للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها قوله تعالى: وعدسها (١)، وقوله تعالى: كانوا أنفسهم (٢) فحرف السين في هاتين الكلمتين وغيرهما جاء مرسوما بسنتين اثنتين، والواجب رسمه بثلاث سنات كما هو معروف في هجاء اللغة العربية، فيجب أن ترسم الحروف على هيئتها المعروفة في الهجاء، ولا يدخلها استحسان، لأن المبتدئ لا يعرف الميم إلا دارة، ولا يعرف السين إلا بثلاث سنات (٣)، ويجب عند كتابة المصاحف وضع اعتبار المبتدئين وصغار المتعلمين لا المنتهين.

ومما يجب أن يراعيه ناسخ المصحف أن يقرّب علامة الحركة والسكون من الحرف، لأن شأن العلامة أن تكون فوق المعلّم بها، وأن يدنيها من الحرف. وأخبرني من أثق به أنه وجد من يقرأ قوله تعالى: وأهديك (٤) بمد الدال والياء الساكنة؛ لأن فتحة الياء وضعت بعيدة، فأوجب ذلك لهذا القارئ لحنا. وكذا لاحظت في قوله تعالى: قد جئتكم (٥) أن الهمزة لم توضع فوق صورتها وهي الياء، وهذا غلط، فإنه ينبغي أن توضع الهمزة فوق صورتها الياء.

ثم إن الهاء جاء رسمها في بعض المصاحف هكذا: فيها، ولكن المعروف في هجاء المصاحف أن ترسم هكذا: فيها، وكذلك الكاف ينبغي أن يكون على الشكل التالي: «كذلك»، ولا يلجأ إلى هذا الشكل: «ذلك».


(١) من الآية ٦٠ البقرة.
(٢) من الآية ٨ الروم.
(٣) انظر: البداية والنهاية ١٠/ ٢٠٢.
(٤) من الآية ١٩ النازعات.
(٥) من الآية ١٠٤ الأعراف.

<<  <  ج: ص:  >  >>