التيسير في «حرز الأماني» والمقنع في «العقيلة». ولا شك أنه استفاد من مصنفات أبي داود وتعليقاته وتحريراته على مصنفات شيخه أبي عمرو الداني.
ومن العلماء البارزين في علم هجاء المصاحف والقراءات: أبو عمرو أحمد بن محمد بن عبد الله الطلمنكي ت ٤٢٩ هـ، ألف كتاب علم المصاحف وكتاب الروضة في القراءات، ثم هو شديد التمسك بالسنة ومحاربة البدع.
وغير هؤلاء من علماء اللغة والقراءات والتفسير والحديث لا يأتي عليهم الحصر.
ومن تتبع ذلك في كتاب «الصلة» لابن بشكوال، وكتاب «صلة الصلة» لابن الزبير، وكتاب «التكملة» لابن الأبار، وكتاب «أعمال الأعلام» لابن الخطيب؛ علم ما بلغته الأندلس في النشاط العلمي وما أنتجته قرائح العلماء من الدواوين والمصنفات والكتب.
وقد كتب أبو محمد بن حزم- المعاصر لأبي داود- رسالة في فضل علماء الأندلس تعطي صورة واضحة عن التقدم العلمي، ونقتبس منها ما يلي:
«بلدنا هذا- على بعده من ينبوع العلم، ونأيه من محلة العلماء- قد ذكرنا من تآليف أهله، ما إن طلب مثلها بفارس والأهواز، وديار مضر وربيعة واليمن والشام أعوز
وجود ذلك، على قرب المسافة، في هذه البلاد من العراق، دار هجرة الفهم وذويه ومراد المعارف وأربابها».
ثم يوازن رحمه الله بينهم وبين نظرائهم في المشرق، ويقرر أنه لا يوجد رجل من مفاخر الشرق إلا كان له نظير من مفاخر الأندلس، فالبخاري