للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكتبوا ءانذرتهم بألف واحدة، وكذلك جميع ما أتى من مثله، مما يستفهم به كراهة (١) اجتماع (٢) ألفين، ويحتمل أن تكون المرسومة (٣) هي همزة الاستفهام، والمحذوفة همزة الأصل والقطع (٤) فعلى هذا تكون الهمزة في رأس الألف (٥)، ويحتمل أن تكون المرسومة هي الثانية، فتكون الهمزة حينئذ قبل المرسومة وتكون المرسومة هي همزة الأصل أو القطع (٦).

وقد أتى في كتاب الله عز وجل من الاستفهام موضعان، دخلت فيه همزة الاستفهام على همزتين: الأولى للقطع (٧) والثانية للأصل، واجتمع (٨) فيه ثلاث ألفات (٩)


(١) في أ، ب، ج: «كراهية» وما أثبت من: هـ.
(٢) في ب: «إجماع» وهو تصحيف.
(٣) سقطت من: ب.
(٤) ألف القطع تكون في كل ما كان على أربعة أحرف في ماضيه ومستقبله، وسميت ألف القطع لأنها تقطع في الأمر في الاستئناف والوصل، نحو: «أحسن» و «أكرم» و «أقام».
انظر: معاني الحروف للرماني ١٤٤.
(٥) وهو مذهب الفراء، وأحمد بن يحيى ثعلب، وابن كيسان، وحجتهم أنها مبتدأة وجاءت لمعنى.
(٦) وهو مذهب الكسائي، وعلى هذا القول عامة أصحاب المصاحف، وصحح أبو عمرو الداني الوجهين، فقال: «والوجهان في ذلك صحيحان» واختار أن تكون المرسومة هي الثانية، فقال: «وهي عندي الثانية».
واختار جماعة من العلماء إعمال القولين والجمع بين المذهبين، فاختاروا في المتفقتين مذهب الكسائي واختاروا في المختلفتين مذهب الفراء، لأن الجمع بين القولين أولى من طرح أحدهما، وعليه العمل.
انظر: المحكم ٩٥، المقنع ٢٤، حلة الأعيان ٢٤١، تنبيه العطشان ١٢٢، كشف الغمام ٩٤.
(٧) وقع فيها تصحيف في: ب.
(٨) في ب، ج: «فاجتمع».
(٩) لأن قياس هذا اللفظ أن يرسم بثلاث ألفات، لأن الهمزة الأولى مبتدأة فقياسها أن ترسم ألفا، وكذلك الهمزة الثانية، قياسها أيضا أن ترسم ألفا، لأنها مبتدأة في التقدير، إذ لا عبرة بالزائد قبلها، والهمزة الثالثة وهي همزة الأصل، فقياسها أن ترسم ألفا، لأنها ساكنة بعد فتح.
انظر: تنبيه العطشان ١٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>