للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبي الفتح النيسابوري (١)، وأبي جعفر السمناني (٢).

فقبل رأيه علماء جلة، ورجع عن مخاصمته جماعة وعذروه (٣).

ويبدو لي أن المؤلف أبا داود ناصر شيخه الباجي فيما ذهب إليه، وذلك بتأليفه كتابا سمّاه ابن عياد: «كتاب الكتّاب من الأنبياء والسادات والأشراف والصحابة، ومن كتب منهم للنبي صلى الله عليه وسلّم». ويظهر ذلك من وجهين:

الأول من عنوان الكتاب.

والثاني من قول ابن عياد، حيث قال: «وأغرب شيء عنده فيها [أي مؤلفاته]: «كتاب الكتاب من الأنبياء» وذكر اسم الكتاب كاملا.

ولعل وجه الغرابة أن يكون المؤلف أبو داود رحمه الله ضمّن كتابه، وقرر فيه أن النبي صلى الله عليه وسلّم تعلم القراءة والكتابة بعد أن قامت حجته وثبتت معجزته. فقد يكون المؤلف ظاهر شيخه بهذا الكتاب.

إلا أن أقواما آخرين أصرّوا على معارضته، والتشهير به بكل وسيلة، بما فيها تصنيف الرسائل والكتب، فكان من ذلك جزء كتبه الزاهد أبو محمد بن مفوز في الرد على الباجي، كما أن الفقيه أبا بكر بن الصائغ الزاهد كفره بإجازته الكتابة على رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وعد ذلك تكذيبا


(١) ناصر بن عمران بن محمد الأنصاري النيسابوري الشافعي ت ٥٥٢ هـ.
انظر: معجم المؤلفين ١٣/ ٧٠.
(٢) محمد بن محمد بن أحمد السمناني الحنفي ت ٤٤٤ هـ.
انظر: السير ١٧/ ٦٥١.
(٣) انظر: المدارك لعياض ٨/ ١٢٢، الديباج ١٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>