للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن خلدون: «ولم يزل القراء يتداولون هذه القراءات، وروايتها، إلى أن كتبت العلوم، ودونت، فكتب فيما كتب من العلوم، وصارت كتابة القرآن صناعة مخصوصة، وعلما منفردا وتناقله الناس بشرق الأندلس في جيل بعد جيل وكان علم هجاء المصاحف في هذا العصر مزدهرا، والإقبال عليه كثيرا، ولا أدل على ذلك من وجود وفرة من نساخ المصاحف وكبار القراء، والمصنفين في علم الرسم» (١).

وكان من هؤلاء العلماء المؤلف أبو داود وشيخه أبو عمرو الداني، ومكي بن أبي طالب، وأبو عمر الطلمنكي، وغيرهم.

دخلت المصاحف إلى بلاد المغرب والأندلس مع المسلمين الفاتحين سنة ٩٢ هـ، وكاد يكون لكل قائد مصحفه الخاص؛ قال علم الدين السخاوي:

«قال أنس بن مالك رضي الله عنه: أرسل عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى كل جند من أجناد المسلمين مصحفا، وأمرهم أن يحرقوا كل مصحف خالف الذي أرسل إليهم» (٢).

وهذا عقبة بن نافع فاتح المغرب كان له مصحف نسخه بالقيروان من المصحف العثماني، وهو يحتل المنزلة الثانية بعد المصحف الإمام عند المغاربة فكان متداولا بينهم (٣).


(١) انظر: مقدمة ابن خلدون ص ٤٣٧.
(٢) انظر: الوسيلة ورقة ١٧، نثر المرجان ١/ ٨.
(٣) انظر: الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى ٢/ ١٣٠، القراءات بإفريقيا ٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>