للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقول: إن الاختلاف في تعيينه ونسبته لا يقلل من أهمية وجوده.

فالشيء المؤكد أنه مصحف عتيق، قابله أهل الأندلس بالتجلة والاحترام، ونسخوا منه مصاحف، وقابلوها عليه.

ومن اهتمام أهل الأندلس بالمصاحف ورسمها وإعرابها بالنقط وعنايتهم بشأنها أن كان لهم نساخ مهمتهم نسخ المصاحف وإعرابها بالنقط والشكل، ونشرها بين الناس حسبة لله تعالى، وإن كان بعضهم اتخذها صنعة. وأذكر بعض العلماء الذين اشتهروا بمرسوم خط المصاحف وكتابتها، وإعرابها بالنقط والشكل. فمن علماء هجاء المصاحف البارعين في مرسوم خطها:

أحمد بن عبد الوالي بن أحمد الرعيني أبو جعفر. كان متقنا لتجويد القرآن، وقال صاحب" الإحاطة": «وكان ممن تطوى عليه الخناصر معرفة بكتاب الله، وتحقيقا لحقه وإتقانا لتجويده، كان يكتب المصاحف، فقال: «والله ما كتبت قط يميني إلا كتاب الله، فأحب أن ألقاه على سجيتي بتوفيقه إن شاء الله وتسديده» (١).

ومنهم إبراهيم بن مبشر بن شريف البكري، يكنى أبا إسحاق، وكان يقرئ في دكانه قرب المسجد الجامع بقرطبة، وينقط المصاحف، ويعلم المبتدئين (٢).


(١) الإحاطة ١/ ١٩٤.
(٢) انظر: الصلة ١/ ٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>