للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانوا من علماء القراءات والرسم والضبط إلى جانب الصلاح والتقوى والورع، يتقربون بعملهم هذا إلى الله سبحانه وتعالى، على العكس في زماننا هذا، حيث يتولى نسخ المصحف خطاط لا يعرف غير تحسين الخط وتهذيبه وزخرفته. والذي يتولى نسخ المصحف يجب أن يكون عارفا بمذاهب علماء الرسم وقواعده عالما بالقراءات والأحكام مع الخير والصلاح والتقوى والورع مع احتساب ذلك عند الله. والمؤلف أبو داود نفسه حث على رعاية الخط، لأن الخطأ فيه خطأ في التلاوة.

قال: «فيحتاج الناسخ أن يراعي هذا الباب كله حسب ما بيناه، في أول كتابنا هذا، ويترك فسحة مكان الهمزة وحركتها، وأن لا يقع في حرج ويوقع غيره في أعظم من ذلك، إذا كان جاهلا بالخط أو مستهزئا بالأمر، وغير مراع لما يجب عليه من ذلك» (١).

ومن كلام العرب في ذلك:

الخط أحد اللسانين، وحسن الخط أحد الفصاحتين، (٢) والله أعلم.


(١) انظر: قوله تعالى: ليئوس في الآية ٩ من سورة هود من التنزيل.
(٢) تنبيه العطشان ورقة ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>