قال المؤلف رحمه الله تعالى:[ويسمونهم بأسماء مكذوبة وإن اعتقدوا صدقها كقول الرافضي: من لم يبغض أبا بكر وعمر فقد أبغض علياً].
وهذه قاعدة عندهم: لا ولاء إلا ببراء، فلا تتولى علياً إلا إذا تبرأت من أبي بكر وعمر، ولهذا يقول بعض السلف: الشهادة بدعة، والبراءة بدعة، أي: الشهادة لمعين بالجنة ممن لم يشهد له النبي صلى الله عليه وسلم بدعة، والبراءة بدعة، يعني: البراءة من أبي بكر وعمر فقولهم هذا بدعة وباطل، وأهل السنة يتولون الجميع، فيتولون أبا بكر وعمر، ويتولون الصحابة، ويتولون أهل البيت جميعاً، فيوالونهم كلهم ويحبونهم ويترضون عنهم وينزلونهم منازلهم التي أنزلهم الله تعالى إياها بالعدل والإنصاف لا بالهوى والتعصب، وهذا هو الحق، وهذا هو طريق الصحابة والتابعين وأتباعهم والأئمة والعلماء.
والرافضة حجتهم في هذا النفاق الذي وقر في قلوبهم، نسأل الله السلامة والعافية.
والوَلاية بالفتح تعني: المحبة، والوِلاية بالكسر تعني: الإمارة، هذا هو الأفصح، وقد يطلق أحدهما على الآخر.
قال المؤلف رحمه الله تعالى:[كقول الرافضي: من لم يبغض أبا بكر وعمر فقد أبغض علياً؛ لأنه لا ولاية لـ علي إلا بالبراءة منهما، ثم يجعل من أحب أبا بكر وعمر ناصبياً بناءً على هذه الملازمة الباطلة التي اعتقدها صحيحة أو عاند فيها، وهو الغالب].
وهذه ملازمة باطلة، وهم يلقنونهم إياها منذ الصغر، فينشأ الرافضي وهو لا يشك في هذا أبداً، فعندهم أن كل من أحب أبا بكر وعمر لا بد أن يبغض علياً فينشئون على هذا، نسأل الله السلامة والعافية.
وهم لجهلهم يعتقدون أنها صحيحة، والغالب على رؤسائهم وكبارهم أنهم يعلمون أن اعتقادهم هذا باطل ولكنه العناد.