قال المؤلف رحمه الله تعالى:[وكقول القدري: من اعتقد أن الله أراد الكائنات وخلق أفعال العباد فقد سلب العباد القدرة والاختيار، وجعلهم مجبورين كالجمادات التي لا إرادة لها ولا قدرة].
القدرية هم مجوس هذه الأمة، وهم يرون أن العباد خالقون لأفعالهم، وأحدهم يقول: من اعتقد أن الله خلق العباد وخلق أفعالهم فقد سلب العباد قدرتهم واختيارهم، أي: قال بالجبر فمن قال: إن الله خلق أفعال العباد فقد قال بأنهم مجبورون، وهذا باطل؛ لأنه لا ملازمة، فالمؤمنون وأهل السنة والجماعة يقولون: إن الله تعالى خالق كل شيء، كما قال سبحانه:{اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}[الرعد:١٦] فخلق العباد وخلق أفعالهم، ولكن الله سبحانه أعطى العباد مشيئة وقدرة واختياراً، وجعل مشيئتهم تابعة لمشيئته، فالإنسان يعلم من نفسه أنه قادر يستطيع أن يأكل ويستطيع أن يمتنع عن الأكل ولا أحد يمنعه، ولكنك إذا شئت شيئاً فلا بد أن تكون مشيئتك تابعة لمشيئة الله كما قال سبحانه:{وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}[التكوير:٢٩].