قال رحمه الله تعالى:[والذي نختاره قول أئمتنا: ترك المراء في الدين، والكلام في الإيمان مخلوق أو غير مخلوق، ومن زعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم واسط يؤدي وأن المرسل إليهم أفضل فهو كافر بالله].
قوله:(والذي نختاره قول أئمتنا: ترك المراء في الدين) يعني: الجدال، وينبغي على الناس أن يتركوا الجدال في الدين، فقد جاء في بعضها الوعيد، ومن تلك الأحاديث:(والمراء في الدين كفر) فأصل الجدال في الدين كفر، لكن الجدال يختلف، فإن كان في أصل العقيدة والتوحيد، مع الشك في تلك الأمور فهو كفر وردة، أما إن كان جدالاً في أمور شرعية فهذا هو الذي عليه الوعيد.
وقوله:(والذي نختار قول أئمتنا ترك المراء في الدين والكلام في الإيمان مخلوق أو غير مخلوق) يعني: يسأل هل الإيمان مخلوق أو غير مخلوق؟ لما في ذلك من الإيهام، وإلا من المعلوم أن أعمال العباد أفعالهم وأقوالهم مخلوقة.
فهو يقول: نختار السكوت عن هذا، وغيره يختار التفصيل في هذا، ويقول: أعمال العباد مخلوقة، وأما كلام الله فهو منزل غير مخلوق.