قال رحمه الله تعالى:[ونعتقد أن القراءة الملحنة بدعة وضلالة، وأن القصائد بدعة ومجراها على قسمين: فالحسن من ذلك من ذكر آلاء الله ونعمائه، وإظهار نعت الصالحين وصفة المتقين فذلك جائز، وتركه والاشتغال بذكر الله والقرآن والعلم أولى به، وما جرى على وصف المرئيات ونعت المخلوقات فاستماع ذلك على الله كفر، واستماع الغناء والربعيات على الله كفر، والرقص بالإيقاع ونعت الراقصين على أحكام الدين فسق، وعلى أحكام التواجد والغناء لهو ولعب].
قوله:(وأن القصائد بدعة) يعني: كالقصائد التي يفعلها الصوفية وهي ما تسمى الآن بالأناشيد، والناس اليوم صاروا يتشبهون بالصوفية.
وقوله:(وأن القصائد بدعة ومجراها على قسمين: فالحسن من ذلك من ذكر آلاء الله ونعمائه، وإظهار نعت الصالحين وصفة المتقين فذلك جائز، وتركه والاشتغال بذكر الله والقرآن والعلم أولى به].
يعني: النوع الأول من القصائد هي التي فيها ذكر آلاء الله ونعمه، وذكر أخبار الصالحين، وصفات المتقين، فكل هذا جائز ولا بأس به، لكن كلام الله أفضل من ذلك، وتعلم العلم أيضاً أفضل، لكن لا بأس به بشرط أن يكون خالياً من الدف، فإن الدف ممنوع على الرجال، وإنما هو للنساء في الأعراس أو يوم العيد، وكذلك للجواري الصغار، كما حصل مع الجاريتين اللتين كانتا تغنيان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
قوله: (وما جرى على وصف المرئيات ونعت المخلوقات فاستماع ذلك على الله كفر) وكون ذلك كفراً؛ لأنه وصف لله بصفات المخلوقات من المرئيات وغيرها، وهذا هو قول الاتحادية القائلين بأن الأوصاف المخلوقة هي أوصاف لله، وهو قول الحلولية أيضاً، فاستماع ذلك مع اعتقاد أنها وصف لله كفر أكبر.
قوله:(واستماع الغناء والرباعيات على الله كفر) الرباعيات: هي منظومة شعرية تتألف من وحدات كل وحدة منها أربعة أشطر، تستقل بقافيتها فقط.
فاستماع مثل هذه القصائد واعتقاد أنها كلام الله، أو أنها من صفات الله كفر.