[اعتقاد ابن عبد البر في الصفات]
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقال أبو عمر أيضاً: أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة، والإيمان بها، وحملها على الحقيقة لا على المجاز].
وهذا معتقد أهل السنة والجماعة، حيث يقرون بالصفات، ويؤمنون بها، ويعتقدون معناها، أما الكيفية فيفوضونها إلى الله، ويؤمنون بها على حقيقتها، كما قال الإمام مالك رحمه الله: الاستواء معلوم والكيف مجهول، فيؤمنون بالاستواء باللفظ والمعنى على حقيقته وأنه استواء حقيقي، أما الكيفية فلا يعلمها إلا الله.
قال: [وحملها على الحقيقة لا على المجاز، إلا أنهم لا يكيفون شيئاً من ذلك].
أما أهل البدعة فيقولون: الاستواء مجاز، ومعناه الاستيلاء وهذا باطل.
قال: [إلا أنهم لا يكيفون شيئاً من ذلك، ولا يحدون فيه صفة محصورة.
وأما أهل البدع من الجهمية والمعتزلة كلها والخوارج فكلهم ينكرونها ولا يحملون شيئاً منها على الحقيقة].
بل يحملوها على المجاز، والخوارج يغلب عليهم اتباع المعتزلة، ولاسيما المتأخرون.
قال: [ويزعمون أن من أقر بها مشبه].
هكذا يزعمون، أن من أثبت الاستواء والعلم والقدرة فهو مشبه.
قال: [ويزعمون أن من أقر بها مشبه، وهم عند من أقر بها نافون للمعبود].
وهم -يعني: المعطلة- عند من أقر بها -وهم أهل السنة- نافون للمعبود أي: الله، والمعنى: أن المعطلة هم عند أهل السنة نافون للرب واصفوه بالعدم؛ لأنهم لما نفوا الأسماء والصفات أنتج النفي أنهم نفوا الرب فلم يثبتوا معبودهم.
نسأل الله السلامة والعافية.
قال: [والحق فيما قاله القائلون بما نطق به كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهم أئمة الجماعة.
هذا كلام ابن عبد البر إمام أهل المغرب].