قال المؤلف رحمه الله تعالى:[وأما القسمان اللذان ينفيان ظاهرها، أعني: الذين يقولون: ليس لها في الباطن مدلول هو صفة الله تعالى قط، وأن الله لا صفة له ثبوتية، بل صفاته إما سلبية وإما إضافية وإما مركبة منهما].
قوله:(إضافية) أي التي لا تثبت إلا من جهة إضافتها إلى الرب سبحانه وتعالى، كما يقول الفلاسفة - مثلاً -: إن الرب علة لهذا الكون، والفلاسفة لا يثبتون صفات الله إلا من جهة الإضافة وكون الخالق علة لهذه المخلوقات، أو أنه هو المحرك، أو أنه هو المبدئ لهذه المخلوقات، ومبدأ التكاثر- كما تقول الفلاسفة كـ أرسطو وغيره - قائم على نفي الصفات إلا من جهة الإضافة، أما من دون الإضافة فلا، فإذا أضفته إلى المخلوقات كان هو أول المخلوقات ومبدؤها.
وقوله:(وإما مركبة منهما) أي: مركبة من هذه وهذه، فهؤلاء المبتدعة إما أن يصفوا الله بالسلب؛ فلا يثبتون الصفات إلا من جهة السلب أي: النفي، أو يثبتونها من جهة الإضافة، أي: إذا أضافوا الخالق إلى المخلوقات، أو مركبة من النفي والإضافة.
قال المؤلف رحمه الله تعالى:[أو يثبتون بعض الصفات وهي الصفات السبعة أو الثمانية أو الخمسة عشر].
قوله:(الصفات السبعة): يشير إلى الأشاعرة الذين لا يثبتون إلا سبع صفات فقط.