للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تنبيه]

يلحق بتدليس الشيوخ تدليس البلدان، كما إذا قال المصري: حدثني فلان بالأندلس، فأراد موضعا بالقرافة، أو قال بزقاق حلب، وأراد موضعا بالقاهرة.

أو قال البغدادي: حدثني فلان بما وراء النهر، وأراد نهر دجلة، أو قال بالرقة، وأراد بستانا على شاطيء دجلة.

أو قال الدمشقي: حدثني بالكرك، وأراد كرك نوح، وهو بالقرب من دمشق. والأمثلة على هذا كثيرة.

وحكم هذا النوع: الكراهة. لأنه يدخل في باب "التشبع بما لم يعط" (١)، وإيهام الرحلة في طلب الحديث، إلَّا أن تكون هناك قرينة تدل على عدم إرادة التكثير، فلا كراهة (٢).

[الأغراض الحاملة على التدليس]

الأغراض الحاملة على التدليس كثيرة، أهمها: -

١ - ضعف الشيخ المدلس عنه، أو كونه غير ثقة.

٢ - الأنفة من الرواية عمن حدثه لكونه أصغر من الراوي عنه، أو لأن وفاته تأخرت، وشارك المحدث عنه في السماع منه جماعة دونه.


(١) التشبع بما لم يعط لا يجوز، لحديث: "المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور" رواه البخاري ٩/ ٣١٧ مع الفتح، ومسلم ١٤/ ١١٠ - ١١١ مع النووي، وأبو داود رقم ٤٩٩٧، وأحمد ٦/ ١٦٧.
(٢) انظر: فتح المغيث ١/ ١٨٤، توضيح الأفكار ١/ ٣٧٢ - ٣٧٣.

<<  <   >  >>