للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[القسم الأول: المتواتر]

[تعريفه]

لغة: مشتق من التواتر، بمعنى التتابع. يقال: تواترت الإبل والقطا، وكل شيء إذا جاء بعضه في بعض، ولم تجئ مصطفة (١).

واصطلاحا: ما نقله عدد لا يمكن مواطأتهم على الكذب عن مثلهم، ويستوي طرفاه والوسط، ويخبرون عن حسي لا مظنون (٢).

[شروط المتواتر]

للمتواتر شروط أربعة، هي:-

١ - أن يخبر به عدد كثير يحصل العلم الضروري بصدق خبرهم من غير حصر (٣) على الصحيح، ومن العلماء من عين رقمًا لأدنى العدد المطلوب، فقيل: عشرة لأنه أول جموع الكثرة، وقيل: أربعون، وقيل: سبعون عدة أصحاب موسى عليه السلام، وقيل: ثلاثمائة وبضعة عشر عدة أصحاب بدر؛ وقيل غير ذلك (٤).

٢ - أن يخبروا عن علم لا عن ظن، فإن أهل بلد عظيم لو أخبروا عن طائر ظنوا أنه حمام، أو عن شخص أنهم ظنوا أنه زيد لم يحصل العلم


(١) تاج العروس من جواهر القاموس للزبيدي مادة "وتر".
(٢) شرح النووي على مسلم ١/ ١٣١، وانظر: الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي ١/ ٩٥ - ٩٦، والكفاية له ص ٥٠.
(٣) شرح نخبة الفكر ص ٨، وانظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ١٨/ ٥٠.
(٤) انظر: تدريب الراوي ص ٣٧١، ألفية السيوطي بشرح أحمد شاكر ص ٤٤، وإرشاد الفحول ص ٤٧ - ٤٨.

<<  <   >  >>