للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونحو ذلك، مما لا يجوز بمجرده إثبات حكم شرعي لا استحباب ولا غيره، ولكن يجوز أن يذكر في الترغيب والترهيب والترجية والتخويف (١).

وعندي أن في هذا الكلام نظرا؛ إذ في كتاب الله وما صح من سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غنية عن هذا كله، فلا داعي لتضييع الأوقات بمثل هذه الأمور، والله المستعان.

وأما الشهاب الخفاجي (٢) فيرى أن معنى ذلك أن يُروى حديث ضعيف في ثواب بعض الأمور الثابت استحبابها والترغيب فيه، أو في فضائل بعض الصحابة -رضوان الله عليهم- أو الأذكار المأثورة (٣).

[معنى التساهل برواية أحاديث الفضائل]

يرى الشيخ عبد الرَّحمن بن يحيى المعلمي (٤) أن معنى التساهل في


(١) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ١٨/ ٦٦.
(٢) هو: أحمد بن محمد بن عمر المصري الفاضي شهاب الدين المعروف بالخفاجي، الأديب الحنفي.
له: حاشية على تفسير البيضاوي، طراز المجالس، شفاء الغليل، شرح الشفاء، وغيرها، توفي سنة تسع وستين وألف.
انظر: طرب الأماثل بتراجم الأفاضل ص ٢٥٥، هدية العارفين ١/ ١٦٠ - ١٦١.
(٣) انظر: نسيم الرياض شرح الشفاء للقاضي عياض ١/ ٤٣.
(٤) هو: الشيخ العلامة المحقق عبد الرَّحمن بن يحيى بن علي بن محمد المعلمي، تولى رئاسة القضاة في إمارة الإدريسي، ثم سافر إلى الهند فعمل في دائرة المعارف العثمانية مصححا كتب الحديث والتاريخ زهاء ربع قرن، ثم عاد إلى مكة سنة ١٣٧١ فعين أمينا لمكتبة الحرم المكي إلى أن مات سنة ست وثمانين وثلاثمائة وألف. =

<<  <   >  >>