للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عارف، لأنه إذا لم يعدل فهو في حيز المجهول، وإعمال قول المجرح فيه أولى من إهماله (١).

وهذا التفصيل هو الذي تميل إليه النفس.

إذا تقرر هذا فالطعن في الراوي من ناحيتين: -

الأولى: من حيث عدم عدالته.

الثانية: من حيث عدم ضبطه.

وإليك الكلام على كلّ منهما، وأوجه الطعن الناشئة عن انتفائهما.

[أولا: العدالة: تعريفها]

لغة: مصدر عدل بالضم، يقال: عدل فلان عدالة وعدولة فهو عدل، أي مرضي يقنع به، ويطلق العدل على الواحد وغيره بلفظ واحد، فيقال: رجل عدل، ورجلان عدل، ورجال عدل، وامرأة عدل، ونسوة عدل، كلّ ذلك على معنى رجال ذوو عدل، ونسوة ذوات عدل، فهو لا يثنى ولا يجمع، ولا يؤنث، فإن جاء مجموعا أو مثنى أو مؤنثا، فعلى أنه قد أجري مجرى الوصف الذي ليس بمصدر، وقد حكى ابن جني (٢):


(١) شرح النخبة ص ١٥٥، مقدمة لسان الميزان ١/ ١٥ - ١٦.
(٢) هو: عثمان بن جني أبو الفتح النحوي، من أحذق أهل الأدب وأعلمهم بالنحو والتصريف.
صنف: الخصائص، واللمع في النحو، وسر الصناعة، شرح الفصيح، شرح ديوان المتنبي، وغيرها. توفي سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة.
انظر: بغية الوعاة ٢/ ١٣٢.

<<  <   >  >>