للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ب - تساوي الروايات في القوة بحيث لا يمكن ترجيح رواية على أخرى.

[أقسام الاضطراب]

ينقسم الاضطراب بحسب موقعه في الحديث إلى ثلاثة أقسام:-

الأول: الاضطراب في السند، وهو الأكثر.

ومثاله: حديث أبي بكر -رضي الله عنه- أنه قال: يا رسول الله أراك شبت؟ قال: "شيبتني هود وأخواتها" (١).

قال الدارقطني: هذا حديث مضطرب، فإنه لم يرو إلا من طريق أبي إسحاق، وقد اختلف عليه فيه على نحو عشرة أوجه، فمنهم من رواه عنه مرسلًا، ومنهم من رواه موصولًا، ومنهم من جعله من مسند أبي بكر، ومنهم من جعله من مسند سعد، ومنهم من جعله من مسند عائشة، ورواته ثقات، لا يمكن ترجيح بعضهم على بعض، والجمع متعذر (٢).

الثاني: الاضطراب في المتن، وهو نادر.

ومثاله: حديث البسملة الذي أخرجه مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك، قال: "صليت خلف النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأبي بكر وعمر وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (٣)، ولا يذكرون "بسم الله


(١) رواه الترمذي رقم ٣٢٩٣ بلفظ قال أبو بكر: يا رسول الله أراك قد شبت، قال: "شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت".
انظر: جمع الوسائل في شرح الشمائل للملا علي القاري ١/ ١١٣ - ١١٥، وشرح المناوى بهامشه.
(٢) انظر: الباعث الحثيث لأحمد شاكر ص ٦٠.
(٣) الآية ١ من سورة الفاتحة.

<<  <   >  >>