للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومثالها: ما وقع لثابت بن موسى الزاهد (١) أنه دخل علي شريك القاضي (٢) وهو يقول: حدثنا الأعمش عن أبي سفيان (٣) عن جابر قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: فدخل ثابت عليه فلما نظر إلى ثابت، قال: "من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار" (٤). يريد به ثابتا، فظن ثابت أن ذلك سند الحديث، فكان يحدث به بهذا الإسناد (٥).

[ثانيا: مدرج المتن]

تعريفه: هو أن يدخل في حديث رسول الله -صلي الله عليه وسلم- شيء من كلام بعض


(١) هو: ثابت بن موسى بن عبد الرحمن بن سلمة الضبي أبو يزيد الكوفي، الضرير العابد، ضعيف الحديث، مات سنة تسع وعشرين ومائتين.
انظر: تقريب التهذيب ١/ ١١٧.
(٢) هو: شريك بن عبد الله النخعي القاضي، أحد الأعلام، وثقه ابن معين، وقال غيره: سيء الحفظ، وقال النسائي: ليس به بأس، توفي سنة سبع وسبعين ومائة.
انظر: الكاشف للذهبي ٢/ ١٠.
(٣) هو: طلحة بن نافع القرشي مولاهم الإسكاف أبو سفيان المكي نزيل واسط، قال أحمد والنسائي: ليس به بأس، وقال ابن معين: لا شيء، وذكره ابن حبان في الثقات.
انظر: الثقات ٤/ ٣٩٣، الخلاصة ٢/ ١٣.
(٤) انظر: سنن ابن ماجة رقم ١٣٣٣.
(٥) هذه الصورة ذكرها ابن الصلاح في نوع الموضوع، وجعلها شبه وضع من غير تعمد، وتبعه على ذلك النووي، لكن ذكره في المدرج أولى، وهو به أشبه كما صنع الحافظ ابن حجر.
انظر: علوم الحديث لابن الصلاح ص ٩٠، التقريب للنووي ص ١٨٨ مع التدريب، وانظر: شرح النخبة ص ٨٦، والتدريب ص ١٨٨، والباعث الحثيث ص ٦٤.
تنبيه: يرى الشيخ أحمد شاكر أن مدرج الإسناد يرجع في الحقيقة إلى مدرج المتن.
انظر: الباعث الحثيث ص ٦٣.

<<  <   >  >>