للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العلماء بالقبول، فصار ينقله قوم لا يتوهم تواطؤهم على الكذب، وهم القرن الثاني بعد الصحابة -رضي الله عنهم- ومن بعدهم، وأولئك قوم ثقات أئمة لا يتهمون، فصار بشهادتهم وتصديقهم بمنزلة المتواتر حجة من حجج الله تعالى حتى قال الجصاص (١): إنه أحد قسمي المتواتر (٢).

[مثال المشهور]

يمثل له، بقوله عليه الصلاه والسلام: "إِن الله لا يقبض هذا العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إِذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا" (٣).


(١) الجصاص: هو أحمد بن علي أبو بكر الرازي الإمام الكبير الشأن المعروف بالجصاص، قال الخطيب: هو إمام أصحاب أبي حنيفة في وقته، وكان مشهورًا بالزهد، خوطب في أن يلي القضاء فامتنع.
له من المصنفات: أحكام القرآن، وشرح مختصر الكرخي، وشرح مختصر الطحاوي، وغيرها. توفي سنة سبعين وثلاثمائة.
انظر: الجواهر المضية ١/ ٢٢٠ - ٢٢٤، الطبقات السنية ١/ ٤٧٧ - ٤٨٠.
(٢) انظر: أصول السرخسي ١/ ٢٩١ - ٢٩٢، أصول البزدوي بهامش كشف الأسرار ٢/ ٣٦٨.
(٣) رواه البخاري ١/ ١٩٤ مع الفتح، ومسلم ١٦/ ٢٢٣ - ٢٢٤ مع النووي، والترمذي رقم ٢٦٥٤، وابن ماجه رقم ٥٢، وأحمد ٢/ ١٦٢، ١٩٠، والدارمي ١/ ٧٧. قال الحافظ ابن حجر -في فتح الباري- ١/ ١٩٥: "اشتهر هذا الحديث من رواية هشام بن عروة، فوقع لنا من رواية أكثر من سبعين نفسا عنه، ووافقه على روايته عن أبيه عروة أبو الأسود المدني، وحديثه في الصحيحين، والزهري وحديثه في النسائي، ويحيى بن أبي كثير وحديثه في صحيح أبي عوانة، ووافق أباه على روايته عن عبد الله بن عمرو عمر بن عبد الحكم بن ثوبان، وحديثه في مسلم".

<<  <   >  >>