للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مستقل ذكره الحافظ ابن حجر في النخبة وشرحها (١)، ولم يذكره قبله ابن الصلاح، ولا النووي (٢).

أما الجلال السيوطي، فيرى أن المتروك: الحديث الذي لا مخالفة فيه (٣)، وراويه متهم بالكذب -بأن لا يروى إلا من جهته، وهو مخالف للقواعد المعلومة، أو عرف به في غير الحديث النبوي- أو كان كثير الغلط أو الفسق أو الغفلة (٤).

فعلى كلام السيوطي، يكون منشأ ضعف الحديث المتروك مترددا بين فقد العدالة، وفقد الضبط؛ أما على رأي الحافظ ابن حجر، فهو مما ينشأ عن اختلال العدالة فقط بالتهمة بالكذب.

[مثال المتروك]

روى ابن ماجة عن ابن عباس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يرمي الجمار إذا زالت الشمس، قدر ما إذا فرغ من رميه صلى الظهر" (٥).

فهذا الحديث متروك لأنه من رواية إبراهيم بن عثمان العبسي (٦)،


(١) انظر: نخبة الفكر وشرحها ص ٨١ - ٨٢.
(٢) انظر: تدريب الراوي ص ١٥٢.
(٣) قوله: لا مخالفة فيه: قيد يخرج المنكر الذي رواه الضعيف مخالفا فيه الثقات مقابل المعروف، وليس المقصود به مطلق المخالفة، "إلا كان مناقضا لقوله: وهو مخالف للقواعد المعلومة. فليتنبه.
(٤) تدريب الراوي ص ١٥٢.
(٥) الحديث رواه ابن ماجة رقم ٣٠٥٤ بهذا اللفظ، والترمذي مختصرًا برقم ٨٩٨ من طريق يحيى ابن زكريا بن أبي زائدة.
(٦) هو إبراهيم بن عثمان العبسي -بالموحدة- أبو شيبة الكوفي، قاضي واسط، مشهور بكنيته، =

<<  <   >  >>