للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الأول عناية المحدثين بالسند والمتن معا]

دراسة سند الحديث مهمة جدا لتبيين حاله صحة وضعفا، فهي الوسيلة الأولى التي عن طريقها يتم الحكم على أي حديث ما بأنه صحيح أو ضعيف.

ولا غرو فالإِسناد من أبرز خصائص هذه الأمة التي لم يؤتها أحد من الأم قبلها (١)، وهو من الدين بموقع عظيم، قال عبد الله بن المبارك: الإِسناد من الدين، ولولا الإِسناد لقال من شاء: ما شاء.

وقال أيضا: بيننا وبين القوم القوائم (٢). يعني: الإِسناد.

وقال الإِمام مالك في تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} الآية (٣): هو قول الرجل: حدثني أبي عن جدي (٤).

وكلام العلماء في الاهتمام بالسند كثير لا يحصره مثل هذه العجالة.

ومع ذلك كله قرر العلماء أن هذه الدراسة في السند لا تكفي وحدها للحكم النهائي على الحديث، إذ لا يلزم من ضعف السند ضعف المتن، فقد يضعف السند ويصح المتن لوروده من طريق آخر، أو طرق أخرى.


(١) انظر: منهاج السنة لابن تيمية ٤/ ١١، شرح شرح النخبة ص ١٩٤.
(٢) مقدمة صحيح مسلم ١/ ٨٧ - ٨٨ بشرح النووي، علل الترمذي في آخر سننه ٩/ ٤٣٨، الجرح والتعديل ١/ ١/ ١٦.
(٣) الآية ٤٤ من سورة الزخرف.
(٤) تفسير القرطبي ١٦/ ٩٣.

<<  <   >  >>