للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا يقوم بهذا النوع إلا من رزقه الله تعالى فهما ثاقبا، وحفظًا واسعًا، ومعرفة تامة بمراتب الرواة، وملكة قوية بالأسانيد والمتون، ولهذا لم يتكلم فيه إلا القليل من أهل الشأن كعلي بن المديني (١)، وأحمد بن حنبل، والبخاري، ويعقوب بن شيبة (٢)، وأبي حاتم، وأبي زرعة، والدارقطني (٣).

[أجناس العلل]

للعلل أجناس كثيرة، ذكر الحاكم عشرة منها على سبيل التمثيل لا الحصر (٤)، إذ لا يمكن حصرها لدقة هذا النوع من أنواع علوم الحديث وخفائه، بل مجرد ما يشتمل الحديث على سبب يخرجه من حال الصحة إلى حال الضعف، فإنهم يسمونه معلا، ولذلك نجد في كتب علل


(١) هو: علي بن عبد الله بن جعفر السعدي مولاهم أبو الحسن البصري المعروف بابن المديني، أحد الأئمة الأعلام وحفاظ الإسلام، قال أبوحاتم: كان علمًا في الناس في معرفة الحديث والعلل، مات سنة أربع وثلاثين ومالكين.
انظر: تاريخ بغداد ١١/ ٤٥٨ - ٤٧٣، طبقات الحفاظ ص ١٨٤.
(٢) هو: يعقوب بن شيبة بن الصلت بن عصفور السدوسي البصري أبو يوسف الحافظ، أحد الأعلام، لم يختلف الناس في توثيقه.
له: المسند المعلل الذي ما صنف أحد أكبر منه، توفى سنة اثنتين وستين ومائتين.
انظر: المنتظم لابن الجوزي ٥/ ٤٣، العبر للذهبي ٢/ ٢٥.
(٣) شرح نخبة الفكر ص ٨٣ - ٨٤.
(٤) انظر: معرفة علوم الحديث للحاكم ص ١٤١ - ١٤٧.

<<  <   >  >>