للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فخرجوا من عهدتها.

وقد اعتذر عنهم الطوفي (١) بأنهم إنما أوردوها خشية الضياع، ولم يلزموا من بعدهم بقبولها، بل تركوا أمر نقدها وتمحيصها إلى من بعدهم، وضرب لذلك مثلا بصنيع رواة الحديث حيث عنوا في أول الأمر بجمع الروايات كلها بأسانيدها تاركين أمر التمييز بين صحاحها وضعافها لمن بعدهم من النقاد (٢).

وهذا اعتذار وجيه.

كما توجد الأحاديث الضعيفة بكثرة في كتب الفقه على اختلاف مذاهبها وقد وعدت سابقا بأن أذكر نماذج من الأحاديث الضعيفة في كتب الفقه (٣) وإليك شيئا منها:

أولًا: من كتب الحنفية

١ - جاء في كتاب "بدائع الصنائع" و "الهداية"، وغيرهما حديث "خللوا أصابعكم كي لا تخللها نار جهنم" (٤).


(١) هو: سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم الطوفي الصرصري ثم البغدادي الفقيه الأصولي الحنبلي نجم الدين.
له: مختصر الروضة في أصول الفقه، الأكسير في علم التفسير، القواعد الكبرى والصغرى، وغيرها، وله شعر رائق، وقد نسب إلى التشيع، مات سنة ست عشرة وسبعمائة.
انظر: الذيل على طبقات الحنابلة ٢/ ٣٦٦ - ٣٧٠، الدرر الكامنة ٢/ ٢٤٩ - ٢٥٢.
(٢) انظر: الأكسير في علم التفسير للطوفي ص ١٥ - ١٦.
(٣) انظر ص ٢٩٥ من هذه الرسالة.
(٤) انظر: بدائع الصنائع للكاساني ١/ ١٣١، الهداية للمرغيناني ١/ ٤، البحر الرائق ١/ ٢٣، غنية المتملي شرح منية المصلي ص ٢٥.

<<  <   >  >>