للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الرأي الثاني]

يرى بعض المحققين من أهل العلم أن الحديث الضعيف لا يعمل به مطلقًا، لا في الأحكام، ولا في غيرها من الفضائل والترغيب والترهيب وجهة هذا الرأي:

يعلل أصحاب هذا الرأي قولهم بأن الحديث الضعيف إنما يفيد الظن المرجوح، واللّه عزَّ وجلَّ قد ذم الظن في غير ما آية من كتابه، فقال تعالى: {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} الآية (١). وقال تعالى: {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ} الآية (٢). وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِياكم والظن! فإِن الظن أكذب الحديث" (٣).

كما أن في الأحاديث الصحيحة ما يغني المسلم عن الضعيف.

من قال بهذا الرأي:

[١ - يحيى بن معين]

قال ابن سيد الناس (٤) عند الكلام في توثيق محمد بن


(١) الآية ٣٦ من سورة يونس.
(٢) الآية ١١٦ من سورة الأنعام.
(٣) الحديث أخرجه البخاري ٩/ ١٩٨ مع الفتح، ومسلم ١٦/ ١١٨ - ١١٩ مع النووي، وأبو داود رقم ٤٩١٧، والترمذي رقم ١٩٨٩.
(٤) هو: محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن سيد الناس أبو الفتح اليعمري الشافعي الحافظ الأديب المشهور.
له: عيون الأثر في فنون المغازي والشمالْل والسير، ومختصره المسمى نور العيون، =

<<  <   >  >>