للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأفعل التفضيل إنما يضاف إلى بعضه.

وقد أجيب عنهما بأنهما لم يقصدا بالأحاديث الأحاديث النبوية، بل مرادهما ما هو أعم من ذلك، وهو ما يتحدث به (١).

أو سمي بذلك تجاوزا حسب دعوى من اختلقه (٢).

[تعريفه]

لغة: يقال: وضع الشيء من يده يضعه -بفتح ضادهما- وضعا وموضعا، وموضوعا حطه، وفي حسبه ضعة -بالفتح والكسر- انحطاط ولؤم وخسة، وقد وضع الدين أسقطه (٣).

قال ابن دحية (٤): الموضوع الملصق، يقال: وضع فلان على فلان


= صراطها المستقيم، ويقذف بها في غياهب الضلالات، حتى ينكر الرجل أخاه، والولد أباه وتطير الأمة شعاعا، وتتفرق أبدادا لالتباس الفضيلة، وأفول شمس الهداية، وانشعاب الأهواء، وتباين الآراء، وإن تفرق المسلمين إلى طوائف متناحرة لهو أثر قبيح من آثار الوضع في الدين، ففاتل الله الوضاعين، وجزى الله عن الإسلام والمسلمين خيرا الأئمة الحفاظ المتقنين، الذين أزهقوا أرواحهم لضبط الحديث حفظا وكتابة وتلقينا، ومازوا الخبيث من الطيب، وقشعوا سحب اللبس، فتلالأ اليقين.
انظر: قواعد التحديث للقاسمي ص ١٥٢ - ١٥٣.
(١) انظر: توضيح الأفكار للصنعاني ٣/ ٦٩.
(٢) لمحات في أصول الحديث للدكتور محمد أديب الصالح ص ٣٠٥.
(٣) القاموس المحيط وشرحه مادة "وضع".
(٤) هو: أبو الخطاب عمر بن حسن بن محمد الحميل الكلبي الحافظ اللغوي الظاهري المذهب، من أعيان العلماء، ومثاهير الفضلاء، متفننا في الحديث والنحو واللغة، وله تصانيف، مات سنة ثلاث وثلاثين وستمائة.
انظر العبر في خبر من غبر ٥/ ١٣٤ - ١٣٥، شذرات الذهب ٥/ ١٦٠ - ١٦١.

<<  <   >  >>