للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بكر الحميدي (١) -شيخ البخاري-، وأبو بكر الصيرفي (٢) إلى أن توبته لا تؤثر في ذلك، ولا تقبل روايته أبدا، بل يحتم جرحه دائما (٣).

الثاني: يرى آخرون، أن توبته صحيحة، وروايته مقبولة إذا صحت توبته، ورجحه الإمام النووي، وقال: أنه الجاري على قواعد الشرع، وقاسه على رواية الكافر إذا أسلم، وضعف الرأي الأول (٤).

إذا كان سبب الطعن في الراوي هو الكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فإن حديثه يسمى: الموضوع المنسوب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زورا وبهتانا. وقد استنكر العلماء على الخطابي وابن الصلاح قولهما: إنه شر الأحاديث الضعيفة (٥)، لأن الموضوع ليس من الحديث النبوي (٦)،


(١) هو: عبد الله بن الزبير بن عيسى القرشي الحميدي المكي أبو بكر ثقة حافظ فقيه، أجل أصحاب ابن عيينة، كان البخاري إذا وجد حديثا عنده لا يعدوه إلى غيره، مات سنة تسع عشرة ومائتين.
انظر: تقريب التهذيب ١/ ٤١٥.
(٢) هو: أبو بكر محمد بن عبد الله البغدادىِ الصيرفي، كان إماما في الفقه والأصول، قال القفال الشاشي: كان الصيرفي أعلم الناس بأصول الفقه بعد الشافعي.
من تصانيفه: شرح الرسالة، كتاب في الإجماع، آخر في الشروط، توفي سنة ثلاثين وثلاثمائة انظر: طبقات الشافعية للسبكي ٣/ ١٨٦ - ١٨٧، ولابن هداية الله ص ٦٣.
(٣) انظر: علوم الحديث لابن الصلاح ص ١٠٤.
(٤) شرح النووي على مسلم ١/ ٦٩ - ٧٠.
(٥) انظر: معالم السنن للخطابي ١/ ١١، علوم الحديث ص ٨٩.
(٦) بل هو على العكس من ذلك، فإنه أشد خطرا على الدين، وأنكى ضررا بالمسلمين من تعصب أهل المشرقين والمغربين، لأنه يبعث على التطرف الذي يزيح الأمة الإسلامية عن =

<<  <   >  >>