للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[حكم رواية المبتدع]

اختلف العلماء في الرواية عن المبتدعة كالمرجئة، والقدرية، والخوارج (١) والرافضة (٢)، وغيرهم، وفي الاحتجاج بما يروونه علي أقوال:-

الأول: يرى جماعة من أهل العلم أن رواية أهل البدع لا تقبل مطلقا؛ وذلك لأنهم إما كفار، وإما فساق بما ذهبوا إليه، وكل من الكافر والفاسق مردود الرواية.

وقد روي هذا القول عن الإمام مالك (٣)، والقاضي أبي بكر الباقلاني (٤)، واختاره الآمدي (٥)، وجزم به ابن الحاجب (٦).


(١) الخوارج: هم الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- وفارقوه بسبب التحكيم، وكانوا اثني عشر ألفا، فأرسل إليهم ابن عباس-رضي الله عنهما- فجادلهم ووعظهم فرجع بعضهم وأصر الباقون على المخالفة، وهم سبع فرق.
انظر: الملل والنحل للشهرستاني ١/ ١١٤ - ١٣٨، لوامع الأنوار البهية للسفاريني ١/ ٨٦ - ٨٩
(٢) الرافضة: فرقة من الشيعة، سموا بذلك لأنهم رفضوا زيد بن علي بعد أن قالوا له: تبرأ من الشيخين -أبي بكر وعمر- فأبى، وقال: كانا وزيري جدي فتركوه، والنسبة إليهم رافضي، وهم فرق كثيرة.
انظر القاموس المحيط مادة "رفض"، الفرق بين الفرق ص ٢١ - ٢٤.
(٣) انظر: الكفاية ص ١٩٤، شرح تنقيح الفصول للقرافي ص ٣٦٠.
(٤) هو: محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر القاضي أبو بكر البصري، كان ثقة عارفا بالكلام، صنف الرد على الرافضة، المعتزلة والخوارج والجهمية، والتمهيد، وغيرهما. توفي سنة ثلاث وأربعمائة.
انظر: وفيات الأعيان ٤/ ٢٦٩ - ٢٧٠، الوافي بالوفيات ٣/ ١٧٧.
(٥) انظر: الأحكام للآمدي ٢/ ٨٣، منتهى السول له ١/ ٨٠.
(٦) انظر: مختصر ابن الحاجب ٢/ ٦٢ - ٦٣ مع شرح العضد وحواشيه.

<<  <   >  >>