للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والابتداع شامل لما تخترعه القلوب، وتنطق به الألسنة، وتفعله الجوارح (١).

[أقسام البدعة]

تنقسم البدعة إلئ قسمين:-

ا- بدعة حسنة.

٢ - بدعة قبيحة.

قال ابن الأثير: البدعة بدعتان، بدعة هدى، وبدعة ضلال، فما كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، فهو في حيز الذم والإنكار وما كان واقعا تحت عموم ما ندب الله إليه، وحض عليه ورسوله، فهو في حيز المدح (٢).

فمن القسم الأول، قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في قيام رمضان: نعم البدعة هذه (٣).


(١) الحوادث والبدع للطرطوشي ص ٣٩.
(٢) النهاية في غريب الحديث لابن الأثير مادة "بدع"، وقد روى أبو نعيم في الحلية ٩/ ١١٣، والبيهقي في مناقب الإمام الشافعي ١/ ٤٦٨ - ٤٦٩ نحو هذا التقسيم عن الإمام الشافعي، وانظر: فتح الباري ٤/ ٢٥٣، ١٣/ ٢٥٣.
(٣) قول عمر -رضي الله عنه- رواه البخاري ٤/ ٢٥٠ مع الفتح، ومالك في الموطأ ١/ ١١٤، قال ابن الأثير موجها مقالة عمر هذه: لما كانت -أي صلاة الليل في رمضان- من أفعال الخير، وداخلة في حيز المدح مدحها، وسماها بدعة لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يسنها لهم، وإنما صلاها ليالي، ثم تركها ولم يحافظ عليها، ولا جمع الناس لها، ولا كانت في زمن أبي بكر، وهي على الحقيقة سنة لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي" أ. هـ ملخصا من النهاية مادة "بدع".

<<  <   >  >>