للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويدل علي القسم الثاني قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كل بدعة ضلالة" (١).

وقسمها العز بن عبد السلام (٢) إلى خمسة أقسام: واجبة، ومحرمة، ومندوبة، ومكروهة، ومباحة، ثم قال: والطريق في معرفة ذلك أن تعرض البدعة علي قواعد الشريعة، فإن دخلت في قواعد الإيجاب، فهي واجبة، وإن دخلت في قواعد التحريم، فهي محرمة، وإن دخلت في قواعد المندوب فهي مندوبة، وإن دخلت في قواعد المباح فهي مباحة.

ثم مثل لهذه الأقسام بأمثلة، نقتصر علي ما له صلة بموضوعنا، وهو: البدعة المحرمة، فقال: وللبدع المحرمة أمثلة، منها: مذهب القدرية (٣)، ومذهب الجبرية (٤)، ومذهب المرجئة (٥)، ومذهب


(١) هذا جزء من حديث رواه مسلم ٦/ ١٥٣ - ١٥٤ مع النووي، والنسائي ٣/ ١٨٨ - ١٨٩، وابن ماجة رقم ٤٥ من حديث جابر، وأبو داود رقم ٤٦٠٧، والترمذي رقم ٢٦٧٨ ولفظه: "وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة"، وابن ماجة رقم ٤٢ من حديث العرباض بن سارية.
(٢) هو: عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن حسن بن محمد بن مهذب السلمي الشافعي سلطان العلماء، إمام عصره، القائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في زمانه.
من مؤلفاته: القواعد الكبرى، الغاية في اختصار النهاية، الإشارة إلى الإيجاز، وغيرها، توفي سنة ستين وستمائة.
انظر: طبقات الشافعية الكبرى ٨/ ٢٠٩ - ٢٥٥.
(٣) القدرية: قوم ينسبون إلى التكذيب بما قدر الله من الأشياء، وهو لقب للمعتزلة، وهم عشرون فرقة. انظر: تهذيب اللغة للأزهري ٩/ ١٨ - ١٩، الملل والنحل للشهرستاني ١/ ٤٣، الفرق بين الفرق ص ٢٤.
(٤) الجبرية: قوم ينسبون إلى الجبر، وهو نفي الفعل حقيقة عن العبد وإضافته إلى الرب تعالى. انظر: الملل والنحل للشهرستاني ١/ ٨٥، تاريخ المذاهب الإسلامية لمحمد أبي زهرة ١/ ١٢١ - ١٣٠.
(٥) المرجئة: من الإرجاء بمعنى التأخير، وهم طائفة من المسلمين يقولون: الإيمان قول بلا =

<<  <   >  >>