للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[النوع الثالث: الغريب]

[تعريفه]

هو ما رواه راو منفردا بروايته، فلم يروه غيره، أو انفرد بزيادة في متنه أو إسناده (١). سمي غريبًا لانفراد راويه عن غيره، كالغريب الذي بعد عن أهله.

والغريب والفرد مترادفان لغة واصطلاحًا، إلا أن أهل الاصطلاح غايروا بينهما من حيث كثرة الاستعمال، وقلته، فالفرد أكثر ما يطلقونه على الفرد المطلق، والغريب أكثر ما يطلقونه على الفرد النسبي (٢)، وسيأتي التعريف بهما قريبًا.

[أقسامه]

ينقسم الغريب بالنسبة لموضع التفرد فيه إلى قسمين، هما:

١ - فرد مطلق: وهو ما كانت الغرابة في أصل سنده، أي طرقه الذي فيه الصحابي، فإن الراوي عن الصحابي إذا تفرد برواية الحديث، فإن هذا الحديث يسمى غريبًا غرابة مطلقة.

ومثاله: حديث "إِنما الأعمال بالنيات" (٣). فلم يروه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا عمر، ولم


= ٦/ ٣٥، ٢٢/ ٤٦ حيث ادعى أن ذلك شرط البخاري.
وانظر: تفنيده في فتح الباري ١٠/ ٥٧٥.
(١) علوم الحديث لابن الصلاح ص ٢٤٤.
(٢) شرح نخبة الفكر ص ٢٩.
(٣) رواه البخاري ١/ ٩ مع الفتح، ومسلم ٣/ ٥٣ مع النووي، وأبو داود رقم ٢٢٠١، والترمذي رقم ١٦٤٧، والنسائي ١/ ٥١، وابن ماجه رقم ٤٢٢٧، وأحمد ١/ ٢٥، ٤٣.

<<  <   >  >>