للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهذا الحديث ظاهره الصحة حتى اغتر به غير واحد من الحفاظ كالترمذي وغيره، فصححوه، لكن فيه علة خفية قادحة.

والصواب فيه: ما رواه وهيب بن خالد الباهلي (١) عن سهيل عن عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود (٢).

وسبب تصويب هذه الرواية قول البخاري: لا أعلم لموسى سماعًا من سهيل، يعني أنه إذا لم يكن معروفًا بالأخذ عنه، وجاءت عنه رواية خالف راويها من هو أكثر ملازمة لموسى بن عقبة منه، رجحت رواية الملازم، فبهذا يوجه تعليل البخاري (٣).

وأما من صححه فإنه لا يرى هذا الاختلاف علة قادحة، بل يجوز أنه عند موسى بن عقبة على الوجهين (٤).

[الثاني: المعل في المتن]

ومثاله: ما روى معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا وقعت الفأرة في السمن، فإن كان جامدا


= اليوم والليلة ص ١٦٩، وانظر: تخريجه والكلام على طرقه في فتح الباري ١٣/ ٥٤٤ - ٥٤٦، والتقييد والإيضاح للعراقي ص ١١٨.
(١) هو: وهيب بن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم أبو بكر البصري ثقة ثبت، لكنه تغير قليلا بآخره، مات سنة خمس وستين ومائة.
انظر: تقريب التهذيب ٢/ ٣٣٩.
(٢) هو عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي أبو عبد الله الكوفي الزَّاهد، وثقه أحمد ويحيى ابن معين والعجلي والنسائي، مات بين سنة عشر وعشرين ومائة.
انظر: تهذيب، التهذيب ٨/ ١٧١ - ١٧٣.
(٣) انظر: التاريخ الكبير للبخاري ٢/ ٢/ ١٠٥، وفتح الباري ١٣/ ٥٤٤ - ٥٤٥.
(٤) فتح الباري ١٣/ ٥٤٥.

<<  <   >  >>